كثير مانسمع عن الام الظهر للحامل ، وهي شكوى شائعة! وعادة ماتبدا في النصف الثاني
من الحمل، الخبر السار هو ان طفلك ينمو وهو مايجب ان يحدث لك!
وتنقسم هذه الالام، حسب الاختصاصيين، الى ثلاثة انواع هي:
النوع الاول: الم يصيب اسفل الظهر، ويمتد الى الساقين.
النوع الثاني: الم يصيب المفصل الحرقوفي، ويكون عميقا في منطقة الاليتين، وقد يمتد الى الناحية
الخلفية، او الجانبية للفخذ. وعادة يظهر هذا النوع من الالم، كلما تقدم الحمل، وفي بعض
الاحيان يمتد الى فترة ما بعد الولادة.
النوع الثالث: ويعرف بالالم الليلي، وهو الم يصيب منطقة اسفل الظهر، وتشعر به المراة الحامل
عند الاستلقاء للنوم ليلا.
اسباب المرض
وارجع هؤلاء الاختصاصيون هذا المرض الى اسباب عديدة تؤدي الى الاصابة بهذه الانواع من الالام
منها:
· التغيرات الطبيعية التي تحدث اثناء فترة الحمل.
· زيادة الوزن اثناء الحمل.
· تغيرات وزيادة في افراز بعض الهرمونات، التي تسبب زيادة رخاوة الاربطة والعضلات.
· تغيرات في مركز ثقل الجسم.
· الام ظهر ترجع الى العوامل نفسها، التي تحرك الام الظهر لدى النساء غير الحوامل،
اذ قد تصاب كل من الاربطة والعضلات والمفاصل والديسك بالارهاق، جراء وضع الجسم السيئة، والاساليب
الخاطئة في حمل الاشياء الثقيلة، والعضلات الضعيفة او التعرض لاصابة ما.
وتظهر الام اسفل الظهر عند ممارسة بعض انواع الانشطة مثل المشي، والوقوف مدة طويلة، والجري،
والانحناء الى الامام، والتقلب على السرير وحمل الاشياء.
وكلما تقدم الحمل وازداد وزن الجنين ازداد التوتر والعبء الواقع على المفاصل والاربطة في منطقة
اسفل الظهر، وازداد ضعف عضلات البطن، وفي الوقت نفسه تزداد افرازات بعض الهرمونات التي تعمل
على رخاوة العضلات والاربطة بهدف زيادة مرونة وتمدد قناة الولادة.
ولا يقتصر تاثير هذه الهرمونات على حوض المراة الحامل، فقط، وانما يمتد ليشمل جميع المفاصل،
بما فيها مفاصل العمود الفقري. ويؤدي هذا الى ان يفقد العمود الفقري قدرته ومرونته الكاملة
على مواجهة الضغوط والتوترات المتزايدة بسبب القوام الجديد للمراة الحامل وزيادة وزن الجنين.
اما النوع الثاني المتعلق بالم المفصل الحرقوفي، فانه يكون عادة ناتجا عن افراز انواع من
الهرمونات تسبب مرونة فى المفاصل وارتخاء فى الاربطة المحيطة بها، ويزداد الالم اثناء الوقوف او
المشي او قيادة السيارة مسافة طويلة، وعند الاستلقاء على السرير او النهوض منه.
اما بالنسبة لالام اسفل الظهر الليلية، فان هذا النوع من الالام يبدا عند الاستلقاء على
الفراش، ويسبب ذلك الالم ارقا للسيدة الحامل، ويرجع سببه الى زيادة تدفق الدم داخل الاوعية
في الحوض واسفل الظهر.
وتعاني نسبة ضئيلة من النساء من الم الورك خلال مرحلة الحمل. ومن اسبابه الالتهاب او
ضغط الظهر على عصب الورك، او ما يعرف ب «عرق النسا». ويتاثر احيانا عمل العصب
فيقود الى الشعور بالوهن والضعف او الاحساس بالوخز. وترتبط الام عصب الورك، احيانا، بوجود الام
الظهر او من دونها، وربما يمتد حتى اسفل الرجل. وعلى عكس ما هو شائع شعبيا،
فلا علاقة لضغط الطفل على عصب الورك، ويرجح ان الم هذا العصب (عرق النسا) سيظهر
سواء كانت المراة حاملا ام لا.
وتطالب غالبية النساء مساعدة الطبيب بسبب الام الظهر خلال الحمل المرتبط بحزام الحوض. وينكشف الالم
هذا، عادة، نتيجة الحمل، ويحتاج علاجا مختلفا تماما عن علاجات الام الظهر الاخرى، التي قد
لا تجدي نفعا، ولا تكون فعالة لهذا النوع بالذات، حتى انها تزيد من حدة الالام
في بعض الحالات.
ولو شعرت الحامل بالالام في عظمة الحوض او حولها من الجهة الامامية، ربما كانت تعاني
مما يسمى «الارتفاع العاني اللاوظيفي». وهنا من الضروري طلب مساعدة الطبيب، او استشاري العلاج الطبيعي
من اجل التمييز بين هذه الانواع من الام الظهر.
العلاج
طرق العلاج المنزلية:
· انتعال احذية منخفضة الكعب ومبطنة جيدا.
· وضع «كمادة» مثلجة على منطقة الالم.
· النوم على فرشة صلبة ومتينة ووضع وسادة رقيقة اسفل الركبتين.
· ممارسة رياضة المشي.
· الوقوف مع جعل الظهر مقابلا للحائط والضغط بالمؤخرة ببطء جهة الحائط حتى لمسه، ثم
الابتعاد عنه، وتكرار هذا التمرين مرات عدة في اليوم.
· الانحناء بالركبتين والوركين عند رفع الاشياء الثقيلة، وعدم حني الظهر.
· عندما تكون الحامل حاملة شيئا ثقيلا عليها ان تجعله ملاصقا لجسمها حتى تصل الى
المكان المطلوب.
· اختيار مقعد متين ذي ظهر مستقيم اذا ارادت الحامل الجلوس بحيث يكون ظهرها قائما
دون ان تحنيه.
· عند الجلوس فترة طويلة، على الحامل تجنب وضعية تقاطع الساقين، وعليها ان تضع مسندا
على الارض لتضع عليه احدى قدميها.
· الحفاظ على معدل الزيادة في الوزن، وفقا للمعدلات الطبيعية.
· عدم رفع الحامل لجسمها لتعيد الصحون الى الخزانة الخاصة بها، او تعلق شيئا على
الحائط، بل عليها ان تقف على مسند خشبي ثابت.
· الاسترخاء عندما تنتاب الحامل الام الظهر.
· ممارسة بعض التمارين الرياضية لتقوية عضلات الظهر.
تجنب الام الظهر:
يمكن التخفيف من الام الظهر عبر الحفاظ على اللياقة البدنية قبل الحمل. واذا كانت المراة
حاملا بامكانها تحسين لياقتها البدنية. وتستطيع الحامل التقليل من اصابتها بالام الظهر عبر ممارسة الرياضة
اسبوعيا. واذا كانت غير معتادة على ممارسة الرياضة، عليها البدء بتمارينها تدريجيا، والانتباه الى وضعية
الجسم المستقيم، وتجنب رفع الاشياء الثقيلة.
كيفية التخلص من الام الظهر:
· التدليك: ان تدليك اسفل الظهر يساعد في اراحة العضلات المتعبة والمتالمة. وعلى الحامل ان
تجرب كيف تميل على ظهر كرسي، او ان تستلقي على جانبها، بينما يدلك لها زوجها
برفق العضلات الموجودة عند جانبي العمود الفقري، ويركز على اسفل الظهر. ويمكن ان تلجا الحامل
الى اختصاصي تدليك او الى الطبيب، او اختصاصي في العلاج الطبيعي، لانهم الافضل في المساعدة.
· الحرارة والماء: يساعدان في تخفيف الام الظهر، مثل الحمام الدافىء.
· استخدام الحزام المساعد: قد ينصح اختصاصي العلاج الطبيعي بارتداء حزام مساعد ليرفع عن عضلات
البطن والظهر قليلا من وزن الطفل.
· استخدام وسادة مساعدة اثناء النوم: يساهم النوم على احد جوانب الجسم، مع وضع وسادة
خاصة بالحمل عند اسفل البطن، في التخلص من الام الظهر.
· ممارسة تمارين القوة والاتزان: ان تمارين اسفل البطن قد تساعد في التخفيف من ثقل
الحمل على ظهر الحامل. ولممارسة تمرين امن وسهل عند منطقة اسفل البطن، على الحامل الركوع
على يديها وركبتيها بحيث يكون ظهرها مستقيما تقريبا، وعليها ان تاخذ شهيقا، ثم عند الزفير
تمارس تمارين اسفل البطن، وفي الوقت نفسه تشد بطنها الى الداخل والى الاعلى. وعليها ان
تحافظ على هذه الوضعية لمدة خمس الى عشر ثوان دون ان تحبس نفسها او تحرك
ظهرها، وعليها ان ترخي عضلاتها ببطء في ختام التمرين.
واذا كانت تؤلم الحامل عضلة المؤخرة (العصعص) عليها تجنب الجلوس في شكل خاطىء، والحفاظ على
استقامة الظهر قدر المستطاع، وتجرب الجلوس فوق وسادة طرية.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
اذا اشتدت الالام ولم يعد بالامكان تحملها.