هذه بعض الاعمال الفاضلة التي ينبغي على المسلم الاجتهاد في فعلها في هذه الليالي المباركة
نسال الله ان يعننا واياك على اداءها ومن هذه الاعمال :
اولا : الصوم
سادسا : الاعتكاف
ثانيا : القيام
سابعا : العمرة في رمضان
ثالثا : الصدقة
ثامنا : تحري ليلة القدر
رابعا : قراءة القران
تاسعا : الاكثار من الذكر والدعاء والاستغفار
خامسا : الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس
عاشرا: صلة الرحم
اولا : الصوم
قال صلى الله عليه وسلم : ( كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها
الى سبعمائة ضعف . يقول الله عز وجل : الا الصيام فانه لي وانا اجزي
به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي ، للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره
، وفرحة عند لقاء ربه، و لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك
) [اخرجه البخاري ومسلم] .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان ايمانا و احتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه ) [اخرجه البخاري ومسلم] .
لا شك ان هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط ،
وانما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لم يدع قول الزور
والعمل به ، فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه ) [اخرجه البخاري] .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( الصوم جنة ، فاذا كان يوم صوم احدكم
فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ، فان سابه احد فليقل اني امرؤ صائم )
[اخرجه البخاري ومسلم] .
فاذا صمت يا عبد الله فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك ، ولا يكن صومك
ويوم فطرك سواء .
ثانيا : القيام
قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان ايمانا واحتسابا ، غفر له
ما تقدم من ذنبه ) [اخرجه البخاري ومسلم] .
وقال تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا
سلاما . والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ) [الفرقان 63 64] .
وقد كان قيام الليل داب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه . قالت عائشة :
رضي الله عنها : ( لا تدع قيام الليل ، فان رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان لا يدعه ، وكان اذا مرض او كسل صلى قاعدا .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء حتى اذا كان
نصف الليل ايقظ اهله للصلاة ثم يقول لهم : الصلاة ، الصلاة .. ويتلو هذه
الاية : ( وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسالك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى
) [طه الاية 132] .
وكان ابن عمر يقرا هذه الاية : ( امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما
يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه ) [الزمر الاية 9] قال : ذاك عثمان بن عفان
رضي الله عنه ، قال ابن حاتم : وانما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة
امير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى انه ربما قرا القران في ركعة .
وعن علقمة بن قيس قال : بت مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
ليلة فقام اول الليل ثم قام يصلي فكان يقرا قراءة الامام في المسجد يرتل ولا
يرجع يسمع من حوله ولا يرجع صوته ، حتى لم يبق من الغلس الا كما
بين المغرب الى الانصراف منها ثم اوتر .
وفي حديث السائب بن زيد قال : كان القارئ يقرا بالمئين يعني بمئات الايات حتى
كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال : وما كانوا ينصرفون الا عند الفجر
.
تنبيه : ينبغي لك اخي المسلم ان تكمل التراويح مع الامام حتى تكتب في القائمين
، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام مع امامه حتى ينصرف
كتب له قيام ليلة ) [رواه اهل السنن] .
ثالثا : الصدقة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس ، وكان اجود ما يكون في
رمضان ، كان اجود بالخير من الريح المرسلة .. وقد قال صلى الله عليه وسلم
: ( افضل الصدقة صدقة في رمضان ) [اخرجه الترمذي عن انس] .
روى زيد بن اسلم عن ابيه ، قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يقول : امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نتصدق ووافق ذلك مالا عندي
، فقلت : اليوم اسبق ابا بكر ان سبقته يوما ، قال فجئت بنصف مالي
قال : فقال لي رسول الله : ( ما ابقيت لاهلك ) . قال :
فقلت مثله ، واتى ابو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( ما ابقيت لاهلك ) قال ابقيت لهم الله ورسوله ، قلت
: لا اسابقك الى شيء ابدا .
فيا اخي :
للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر اليها واحرص على ادائها بحسب حالك ولها صور كثيرة
منها :
ا اطعام الطعام :
قال الله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا . انما نطعمكم
لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) [الانسان
8 12] .
فقد كان السلف الصالح يحرصون على اطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات . سواء
كان ذلك باشباع جائع او اطعام اخ صالح ، فلا يشترط في المطعم الفقر ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ايما مؤمن اطعم مؤمنا على جوع
اطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا على ظما سقاه الله من الرحيق المختوم
) [رواه الترمذي بسند حسن] .
وقد قال بعض السلف : لان ادعو عشرة من اصحابي فاطعمهم طعاما يشتهونه احب الي
من ان اعتق عشرة من ولد اسماعيل !!
وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ، منهم عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما وداود الطائي ومالك بن دينار ، واحمد بن حنبل ، وكان ابن عمر
لا يفطر الا مع اليتامى والمساكين .
وكان من السلف من يطعم اخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم .. منهم الحسن
وابن المبارك .
قال ابو السوار العدوي : كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما
افطر احد منهم على طعام قط وحده ، ان وجد من ياكل معه اكل والا
اخرج طعامه الى المسجد فاكله مع الناس واكل الناس معه .
وعبادة اطعام الطعام ، ينشا عنها عبادات كثيرة منها التودد والتحبب الى اخوانك الذين اطعمتهم
فيكون ذلك سببا في دخول الجنة : ( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا
حتى تحابوا ) كما ينشا عنها مجالسة الصالحين واحتساب الاجر في معونتهم على الطاعات التي
تقووا عليها بطعامك .
ب تفطير الصائمين :
قال صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائما كان له مثل اجره غير
انه لا ينقص من اجر الصائم شيء ) اخرجه احمد والنسائي وصححه الالباني . وفي
حديث سلمان : ( ومن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار
، وكان له مثل اجره من غير ان ينقص من اجره شيء قالوا : يا
رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على مذقة لبن او تمرة
او شربة ماء ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظما بعدها ،
حتى يدخل الجنة ) .
رابعا : قراءة القران
ساذكرك يا اخي هنا بامرين عن حال السلف الصالح :
كثرة قراءة القران
شهر رمضان هو شهر القران فينبغي ان يكثر العبد المسلم من قراءته ، وقد كان
حال السلف العناية بكتاب الله ، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القران
في رمضان ، وكان عثمان بن عفان – رضي الله عنه – يختم القران كل
يوم مرة ، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ،
وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، فكانوا يقرءون القران في الصلاة
وفي غيرها ، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمه ، يقرؤها في غير الصلاة ،
وكان الاسود يقرا القران كل ليلتين في رمضان ، وكان الزهري اذا دخل رمضان يفر
من الحديث ومجالسة اهل العلم ويقبل على تلاوة القران من المصحف ، وكان سفيان الثوري
اذا دخل رمضان ترك جميع العبادة واقبل على قراءة القران .
قال ابن رجب : انما ورد النهي عن قراءة القران في اقل من ثلاث على
المداومة على ذلك ، فاما في الاوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها
ليلة القدر ، او في الاماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير اهلها فيستحب الاكثار
فيها من تلاوة القران اغتناما لفضيلة الزمان والمكان .
البكاء عند تلاوة القران او سماعة
لم يكن هدي السلف هذ القران هذ الشعر دون تدبر وفهم ، وانما كانوا يتاثرون
بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب .
ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرا علي . فقلت : اقرا عليك
وعليك انزل ؟ فقال اني احب ان اسمعه من غيري قال : فقرات سورة النساء
حتى اذا بلغت ( فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء
شهيدا ) قال : حسبك ، فالتفت فاذا عيناه تذرفان ) .
واخرج البيهقي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت ( افمن هذا
الحديث تعجبون . وتضحكون ولا تبكون ) بكى اهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يلج النار من بكى من خشية الله
) .
خامسا : الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس
كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، اذا صلى الغداة اي الفجر جلس في
مصلاه حتى تطلع الشمس .. [اخرجه مسلم] .
واخرج الترمذي عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، انه قال : (
من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين
كانت له كاجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) [ صححه الالباني] . هذا في
كل الايام فكيف بايام رمضان ؟
فيا اخي .. رعاك الله استعن على تحصيل هذا الثواب الجزيل بنوم الليل والاقتداء بالصالحين
، ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة .
سادسا : الاعتكاف
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة ايام ، فلما كان
العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما .. [اخرجه البخاري] .
فالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيرا من الطاعات ؛ من التلاوة ، والصلاة ، والذكر
، والدعاء ، وغيرها . وقد يتصور من لم يجربه صعوبته ومشقته ، وهو يسير
على من يسره الله عليه ، فمن تسلح بالنية الصالحة ، والعزيمة الصادقة ، اعانه
الله .
واكد الاعتكاف في العشر الاواخر تحريا لليلة القدر ، وهو الخلوة الشرعية ، فالمعتكف قد
حبس نفسه على طاعة الله وذكره ، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه ،
وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه ، فما بقي له هم سوى الله
و ما يرضيه عنه .
ونظرا لان الكثير من الناس اليوم يجهل احكام الاعتكاف فانني اقدم هذه المعلومات المبسطة عن
الاعتكاف .
تعريف الاعتكاف :
في اللغة : لزوم الشيء وحبس النفس عليه .
وفي الشرع : لزوم المسجد والاقامة فيه من شخص مخصوص بنية التقرب الى الله تعالى
.
حكمة التشريع في الاعتكاف :
قال ابن القيم رحمه اله مبينا بعض الحكم من الاعتكاف ما نصه ( لما كان
صلاح القلب واستقامته على طريق سيره الى الله تعالى ، متوقفا على جمعيته على الله
، ولم شعثه باقباله بالكلية على الله تعالى ؛ فان شعث القلب لا يلمه الا
الاقبال على الله تعالى ، وكان فضول الطعام والشراب ، وفضول مخالطة الانام ، وفضول
الكلام ، وفضول المنام ؛ مما يزيده شعثا ويشتته في كل واد ، ويقطعه عن
سيره الى الله تعالى او يضعفه ، اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده ان شرع لهم
من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب و يستفرغ من القلب اخلاط الشهوات المعوقة عن
سيره الى الله ، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصودة وروحه عكوف القلب على الله تعالى
، والخلوة به ، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق ، والاشتغال به وحده ، بحيث يصير
ذكره وحبه والاقبال عليه في محل هموم القلب وخطرا ته فيستولي عليه بدلها … )
.
حكم الاعتكاف :
الاعتكاف قربة وطاعة وفعله سنة ، وهو في رمضان اكد و اكده في العشر الاخيرة
منه لكنه يجب بالنذر . ودليل ذلك ما يلي :
1 قوله تعالى : ( وطهر بيتي للطائفين والعاكفين )
2 عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه
وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة ايام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين
يوما ) [رواه البخاري] .
3 عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم : يعتكف في كل رمضان فاذا صلى الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه …
) [متفق عليه] .
4 وعنها رضي الله عنها : ( ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف
العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف ازواجه من بعده )
[متفق عليه] .
5 اما وجوبه بالنذر فلقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نذر ان يطيع
الله فليطعه ) متفق عليه
ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان عمر سال النبي صلى الله عليه وسلم
قال : كنت نذرت في الجاهلية ان اعتكف ليلة في المسجد الحرام . قال :
( اوف بنذرك ) .
شروط الاعتكاف :
1 2 3 الاسلام والعقل والتميز . 4 النية . 5 المسجد . 6 الطهارة
من الجنابة والحيض والنفاس .
ما يستحب للمعتكف :
1 الاكثار من الطاعات كالصلاة وتلاوة القران .
2 اجتناب ما لا يعنيه من الاقوال فيجتنب الجدال والمراء والسباب ونحو ذلك .
3 ان يلزم مكانا من المسجد لما ثبت في صحيح مسلم عن نافع قال :
( وقد اراني عبد الله يعني ابن عمر المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم من المسجد ) .
ما يباح للمعتكف :
1 الخروج لحاجه التي لابد منها ك لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها انها
قالت : ( السنة على المعتكف ان لا يعود مريضا و لا يشهد جنازة و
لا يمس امراة و لا يباشرها و لا يخرج لحاجة الا لما لا بد له
منه ) [رواه ابو داود وقال الحافظ : ولا باس برجاله] .
2 وله ان ياكل ويشرب في المسجد وينام فيه مع المحافظة على نظافته وصيانته .
3 الكلام المباح لحاجته او محادثة غيره .
4 ترجيل شعره وتقليم اظافره وتنظيف بدنه ولبس احسن الثياب والتطيب بالطيب ، فعن عائشة
رضي عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون معتكفا في
المسجد فيناولني راسه من خلل الحجرة فاغسل راسه ) وفي رواية ( فارجله ) [متفق
عليه] .
5 خروجه من معتكفه لتوديع اهله لحديث صفية ان النبي صلى الله عليه وسلم فعل
ذلك .
ما يكره للمعتكف :
1 البيع والشراء 2 الكلام بما فيه اثم 3 الصمت عن الكلام مطلقا ان اعتقده
عباده .
مبطلات الاعتكاف :
1 الخروج من المسجد لغير حاجة عمدا ولو قل . 2 الجماع . 3 ذهاب
العقل بجنون او سكر . 4 الردة اعاذنا الله منها . 5 الحيض والنفاس بالنسبة
للمراة لفوات شرط الطهارة .
وقت دخول المعتكف المسجد والخروج منه :
متى دخل المعتكف المسجد ونوى التقرب الى الله بالمكث فيه صار معتكفا حتى يخرج ،
فان نوى اعتكاف العشر الاواخر من رمضان فانه يدخل معتكفه قبل غروب الشمس ويخرج بعد
غروب الشمس اخر يوم من الشهر .
تنبيهات :
1 من شرع في الاعتكاف متطوعا ثم قطعه استحب له قضاؤه ؛ لفعله صلى الله
عليه وسلم حيث قضاه في شوال . اما من نذر ان يعتكف ثم شرع فيه
وافسده وجب عليه قضاؤه .
2 للمراة الاعتكاف في المسجد ان امنت الفتنة و بشرط اذن زوجها فان اعتكفت بغير
اذنه فله اخراجها ؛ والاحكام المتعلقة بالاعتكاف بالنسبة للمراة كالرجل الا اذا حاضت بطل اعتكافها
فان طهرت عادت فاكملته . ويسن استتار المعتكفة بخباء في مكان لا يصلي فيه الرجال
.
3 من نذر الاعتكاف في المسجد الحرام لم يجز له الاعتكاف في غيره . وان
نذره في المسجد النبوي وجب عليه الاعتكاف فيه او في المسجد الحرام . وان نذره
في المسجد الاقصى وجب عليه الاعتكاف في احد هذه المساجد الثلاثة .
واخيرا :
اخي المسلم … بادر باحياء هذه السنة ونشرها بين اهلك واقاربك وبين اخوانك وزملائك وفي
مجتمعك ، لعل الله ان يكتب لك اجرها واجر من عمل بها .
فقد اخرج الترمذي وحسنه من حديث كثير بن عبد الله عن ابيه عن جده (
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث : اعلم ، قال :
ما اعلم يا رسول الله ؟ قال : انه من احيا سنة من سنتي قد
اميتت بعدي كان له من الاجر مثل من عمل بها من غير ان ينقص من
اجورهم شيئا ) .
اضافة الى ما في سنة الاعتكاف من الفوائد في تربية النفس وترويضها على طاعة الله
عز وجل ، فما احوج المسلمين عامة والدعاة منهم خاصة الى القيام بهذه السنة .
سابعا : العمرة في رمضان
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( عمرة في رمضان تعدل
حجة ) [اخرجه البخاري و مسلم] .
وفي رواية : ( حجة معي ) . فهنيئا لك يا اخي بحجة مع النبي
صلى الله عليه وسلم .
ثامنا : تحري ليلة القدر
قال الله تعالى : ( انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر
ليلة القدر خير من الف شهر ) [القدر الايات 13] .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه ) [اخرجه البخاري ومسلم] .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويامر اصحابه بتحريها ، وكان يوقظ
اهله في ليالي العشر رجاء ان يدركوا ليلة القدر . وفي المسند عن عبادة مرفوعا
: ( من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما
تاخر ) .
وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحريا لليلة القدر
التي شرفها الله ورفع قدرها .
فيا من اضاع عمره في لا شيء ، استدرك ما فاتك في ليلة القدر ،
فانها تحسب من العمر ، والعمل فيها خير من العمل في الف شهر سواها ،
من حرم خيرها فقد حرم .
وهي في العشر الاواخر من رمضان ، وهي في الوتر من لياليه احرى ، وارجى
الليالي ليلة سبع وعشرين ، لما روى مسلم عن ابي بن كعب رضي الله عنه
: ( والله اني لاعلم اي ليلة هي ، هي الليلة التي امرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بقيامها ، وهي ليلة سبع وعشرين ) ..
وكان ابي يحلف على ذلك ويقول : ( بالاية والعلامة التي اخبرنا بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ان الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها . وفي الصحيح
عن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله ان وافقت ليلة القدر ما
اقول ؟ قال :قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ) .
تاسعا : الاكثار من الذكر والدعاء والاستغفار
اخي الكريم .. ايام وليالي رمضان ازمنة فاضلة فاغتنمها بالاكثار من الدعاء وبخاصة في اوقات
الاجابة ومنها :
1 عند الافطار ، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد .
2 ثلث الليل الاخر . حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول : ( هل من
سائل فاعطيه هل من مستغفر فاغفر له ) .
3 الاستغفار بالاسحار : قال تعالى : ( وبالاسحار هم يستغفرون ) .
4 تحري ساعة الاجابة يوم الجمعة واحراها اخر ساعة من نهار يوم الجمعة .
عاشرا : صلة الرحم
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ( من سره ان يبسط في رزقه وينسا في اجله فليصل رحمه ) ومعنى
ينسا اي يؤخر [رواه البخاري] .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ( صلة الرحم تزيد في العمر ) حسنه المناوي في فيض القدير وصححه الالباني
في صحيح الجامع .
ان صلة الرحم من محاسن الاخلاق التي حث عليها الاسلام ودعا اليها وحذر من قطيعتها
. فقد دعا الله عز وجل عباده بصلة ارحامهم في تسع عشرة اية من كتابه
الكريم ، وانذر من قطع رحمه باللعن والعذاب في ثلاث ايات . ولهذا داب الصالحون
من سلف الامة على صلة ارحامهم رغم صعوبة وسائل الاتصال في عصرهم . اما في
وقتنا المعاصر فرغم توفر مختلف وسائل النقل والاتصال الا انه لا يزال هناك تقصير في
صلة الرحم ، ان ادنى الصلة ان تصل ارحامك ولو بالسلام . روى عن ابن
عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بلوا
ارحامكم ولو بالسلام ) [حسنه الالباني في صحيح الجامع] . فحري بك اخي المسلم في
هذا الشهر الكريم ان تصل رحمك فان من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله
.