مواضيع للرجال للنساء

احترام الوقت

بالصور احترام الوقت

بالصور احترام الوقت

احترام الوقت

                                                                                            د.إبراهيم الفقي
التعريف بالكاتب :

ولد في الخامس من أغسطس عام ألف وتسعمائة وخمسين . حصل على الدكتوراه في التنمية
البشرية ، ومن أبرز كتبه قوة التفكير والبرمجة العصبية وفن الاتصال اللا محدود ، والمفاتيح
العشرة للنجاح ، توفى في العاشر من فبراير عام 2024م .
تمهيد:
يعد الوقت قيمة كبيرة في حياة كل منا ، فعمر الإنسان يقاس بالثواني والدقائق والساعات
، والتفريط في الوقت إهدار لعمر الإنسان ، ولذلك ينبغي الاستفادة من الوقت؛ وذلك بالتخطيط
الجيد حتى يستطيع الإنسان تحقيق التقدم المنشود لنفسه ولوطنه .

الموضوع :
تمر بنا سريعا ، وتكر (تمر سريعا) الأيام تباعا ، فنذهل عن تعاقبها كالمحدق بالكرة
الدائرة يحسبها ساكنة ، والحق إنا لفي غفلة وسبات عميق .
مما لاشك فيه لدى كل ذي عقل لبيب أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قد
عنيا بالوقت أشد العناية ، وفي مقدمة هذه العناية بيان أهميته وأنها من أعظم نعم
الله التي من بها علينا ، ولبيان ذلك أقسم الله – جل وتعالى شأنه –
في مطالع سور عديدة من القرآن بأجزاء معينة مثل ” الليل ” و ” النهار
” ، و ” الفجر ” ، و ” الضحى ” ، و ” العصر
“. ومن المعروف لدى المفسرين بل في نظر المسلمين أجمعين ، أن الله إذا أقسم
بشيء من خلقه فما ذلك إلا ليلفت أنظارهم إليه ، وينبههم لجليل منفعته وعظيم أثاره.

وجاءت السنة النبوية تؤكد قيمة الوقت ، وتقرر مسئولية الإنسان عنه أمام الله – جل
وعلا – يوم القيامة ، فعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – أن
النبي  –بالصور احترام الوقت– قال: ” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن أربع : عن
عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما
وضعه ، وعن علمه ماذا فعل به ” سنن الدرامي.
وللوقت ميزات يتميز بها ، يجب علينا أن ندركها حق إدراكها ، فهو سريع الانقضاء
. يمر مر السحاب ، ويجري جري الريح . واعلم أن ما مضى من الوقت
لا يعود ، وهذه ميزة أخرى من ميزات الوقت ، فكل وقت يمضي ، وكل
ساعة تنقضي ، وكل لحظة تمر ، ليس بالإمكان استعادتها ، ولا يمكن تعويضها .

ولما كان الوقت سريع الانقضاء ، وكان ما مضى منه لا يعود ، ولا يعوض
بشيء كان أنفس ما يملك الإنسان ، وترجع نفاسته (أي قيمته الغالية) إلى أنه وعاء
لكل عمل وكل إنتاج ، فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فردا ومجتمعا .

السؤال الصعب : ما الذي ستفعله إذا اكتشفت أن أمامك ستة أشهر فقط ستحياها على
سطح الأرض ؟
هل فكرت إذا كان المتبقي من عمرك من الأيام المعدودة مع من ستقضيها ؟ وكيف
ستقضيها ؟ ما الأعمال التي ستسرع بفعلها ؟ وما الأمور التي ستهب بلا إبطاء لإنجازها
، أو إصلاحها ، أو تعديلها ؟
إجابتك عن هذا السؤال ستضيء لك جانبا مظلما من تفكيرك . ستخبرك أن هناك عملا
يجب إنجازه ، وصديقا بحاجة إلى مصالحته ، وأقارب مر زمن بغير أن تزورهم .
سيجعلك تنظر إلى أشياء مهمة تخشى أن تنهي حياتك بدون إتمامها والانتهاء منها .
للأسف الشديد كثير منا قد اعتاد مواجهة حالة الطوارئ في الثانية الأخيرة ، أو خلال
فترة السماح  ، وكم من أشياء تضيع وتهمل في ظل فوضى الحياة المؤلمة .
ذات يوم زارني صديق وأخبرني بعزمه على تأليف كتاب فسألته متى تبدا ؟
فأخبرني أنه سوف يبدا في إنجازه (إتمامه) بعد سنتين!! فسألته : وهل هذا الكتاب مفيد
، وينفع الناس ؟ فأجابني : طبعا بكل تأكيد . فقلت له : لماذا إذن
تنتظر سنتين كاملتين قبل أن تبدا به ما دام هذا الكتاب مهما ونافعا .
فقال الإجابة الشهيرة : لأنه ليس لدي الوقت الكافي . وهذا نموذج آخر لمن يضيعون
فكرهم فيما أسميه (سجن الوقت) يؤجل مشاريعه وفكره ومهماته ؛ لآن ليس لديه الوقت الكافي
وإلى أن يأتيه الوقت ، هو في انتظار دائم ، وتأجيل مستمر .

بالصور احترام الوقت

السابق
صور ديكورات حمامات
التالي
بوستات للام