قصص كاملة قصيرة

قصص لها معنى

قصص لها معنى 20160817 4882 1
قصص لها معنى 20160817 4882
قصة ذات معنى وقيمة كبيرة

القصة التي تحمل الكثير من المعاني والقيم
اتصلت سيدة عجوز ببنك الطعام تطلب حضور مندوب لاستلام خمسة بطاطين تبرعا منها لصالح ضحايا
السيول
وتركت عنوانها بالتفصيل ..
ميدان ثم شارع ثم حارة ثم حارة اخرى ثم دكان بقال ثم البيت !
وصل مندوب البنك بصعوبة بالغة الى مكان اقامة السيدة العجوز فوجدها عجوزا اكثر مما تصور،

هزيلة اكثر من اي توقع، بسيطة اقل من كل فقر،
تسكن غرفة صغيرة لا تدخلها الشمس تحت بئر سلم !

استقبلت موظف البنك باشتياق شخص يبحث عن ضوء في عتمة
اصرت على ان تعد له واجب ضيافة كوب من الشاي وهي تقدمه قالت له :

الشاي يا ابني من يد خالتك كرمة بالهنا والشفا، والله كوبياتي نضيفة وزي الفل، ما
تقرفش .
كان الموظف الشاب يشرب الشاي وهو يراقب عروق وجهها تنتفض
وهي تحكي منفعلة وكان مندهشا تصرخ في وجع ماتستغربش انا فقيرة اه بس فيه اللي
افقر منى،
انا معاشي من جوزي الله يرحمه 300 جنيه جبت بمتين وخمسين منهم البطاطين ديه
وهتدبر لغاية اخر الشهر بالخمسين ، ربنا بيبعت .
غرفة لا تتسع اكثر من شخصين سرير صغير يتحمل بصعوبة جسدها النحيل،
لمبة فى السقف وتليفزيون بايريال معلق على شباك المنور،
تليفون موبايل قديم يبدو انه نافذتها الوحيدة مع الحياة،
وابتسامة دافئة كبيرة تكشف عن زمن بعيد لم تعرف فيه ابعد من هذه الغرفة ومن
هذا المكان .
لكن يا حاجة كرمة، يعني ما تفهمنيش غلط واستحمليني،
مش برضه انت اولى بحق الخمس بطاطين ظروفك يعني .
وتخبط يدها على طرف السرير فيهتز وتقول بعبارات لا زيف فيها ولا تراجع
يا ابني اللي شفته في التليفزيون يقطع القلب ناس عريانة مرمية في الشوارع من غير
لا بيت ولا غطى،
انا فقيرة بس مش غلبانة هم غلابة ولو كانوا مش فقرة،
انا ربنا ساترني في اوضة باقفل بابها تدفيني وانام هم ماعندهمش لا باب ولا اوضة،

يا ابني خد البطاطين وتوكل على الله الحق ابعتها لحد محتاج قبل ما الليل ييجي
،
توصل بالسلامة وشرفتني يا ابني
ذهب الموظف باغلى خمس بطاطين الى مقر بنك الطعام وحكى لهم ودموع كثيرة في عينيه
قصة الحاجة كرمة،
كرمها وكبرياؤها ووجهها الصافي الصادق وكلماتها البريئة الحقيقية،
حكى لهم عن علاقتها مع الله،
هذه المراة العجوز التي نساها الزمن لم يهملها الله برحمته فرزقها الحب والبساطة والشجاعة،
هذه امراة لا تخاف احدا لا تخاف الفقر ولا الجوع والبرد ولا المرض ولا الموت،

تحب الله وتعيش في امانة وفي وعده الحق لها،
حكى قصة امراة نظنها انها تعيش على هامش الحياة بينما هي الحياة نفسها .
قرر زملاؤه ان يفعلوا اي شيء لهذه المراة، اقترحوا معاشا شهريا معونة عاجلة،
البحث عن شقة صغيرة لها، سرير اكبر، ثلاجة بها طعام، فسحة في مكان جميل،
لكن موظف البنك الذي ذهب لها قال لهم بثقة من عرفها عن قرب انها سترفض
كل شيء .
فى النهاية وصلوا الى حيلة،
اتصلوا بها على انهم من شركة التليفونات التي تحمل احد ارقامهم،
ابلغوها انها فازت بجائزة مالية كبيرة، فقالت لهم دون ان تهتز من فرحة او مفاجاة
:
عارفين بتوع بنك الطعام، اتبرعو لهم بالفلوس كلها،
قولوا لهم يجيبوا بيها بطاطين كثيرة لبتوع السيول،
ما حدش بيموت من الجوع … بس فيه ناس كثير بتموت من البرد .
لامست احساسي وبشششده
السابق
كن كالنخيل
التالي
ملابس سهرة