تغريدة ريتشارد دوكينز المعادية للإسلام تثير حفيظة الكثيرين حتى من بين مؤيديه الملحدين
ثي هافينجتون بوست – بقلم ياسمين حافظ
استجاب ريتشارد دوكينز للجدل الذي تسببت به تغريدته الجدلية المعادية للإسلام على موقع تويتر باعتبار
هذه الحادثة “مجرد زوبعة في فنجان”.
وقد تسبب العالم الملحد الفخور بنقده للأديان هذا بموجة غضب أثارتها تغريدة كتبت في الثامن
من شهر آب تقول:
“المسلمون في العالم أجمع حصلوا على جوائز نوبل أقل من كلية الثالوث في كامبريدج. إلا
أنهم قاموا بأشياء عظيمة في العصور الوسطى.”
وقد بدى أن المنشور يقول، “المسلمون كمجموعة لم يتمكنوا من تحقيق أي شيء جدير بالاهتمام
منذ العصور الوسطى.” وقد قال سابقا، “أظن أن الإسلام هو من أكبر الشرور في العالم”
خلال تأيده لل”إنسانية الجديدة” وهي نوع من الإلحاد لا يعطي الدين سوى أهمية قليلة أو
معدومة.
لعب دوكينز دور المتجاهل بعد أن تلقى موجة من التغريدات الغاضبة والتي اتهمته بالتعصب، وكان
رده على ذلك كله في تغريدة تلت الأولى يقول فيها:
“بإمكانك أن تهاجم شخصا لرأيه. ولكن هل تهاجمه لأنه ذكر حقيقة مثيرة؟ من كان ليظن
أن إحدى كليات كامبريدج…”
واستمر في الدفاع عن نفسه بحجة أنه كان فقط يشاركهم حقيقة مثبتة، وأن جميع منتقديه
لاعقلانيين ومنحازين.
“فكرة مثيرة للاهتمام: إن الكشف ببساطة عن حقيقة لا يمكن إنكارها يمكن أن يكون مسيئا.
هل لديكم أية أمثلة أخرى عن حقائق يجب أن يتم إخفائها لأنها مسيئة؟”
تباينت الردود من غاضبة إلى مرتبكة، حيث قام الكثيرون بالإشارة إلى أن هناك شيء مثير
للشك وراء هذا المقارنة التي لا صلة لها بالموضوع، وهذا لأن كلية الثالوث فازت بالكثير
من جوائز النوبل لدرجة أن الكثير من الجماعات ستكون قد حازت على عدد أقل من
جوائز النوبل مقارنة مع الكلية، وهذا يتضمن جميع الدول باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية وبرطانيا وألمانيا
وفرنسا. ولكن ما الفائدة من ذكر هذا؟
فمن الواضح أن الهدف من تغريدته كان لإثارة الغضب، حيث استجاب بعض المعلقين عندما حاول
الدفاع عن نفسه بالتالي:
” ما تفعله ماكر. فهذا تصريح استفزازي مقصود.”
“أنا أقدر مساهمتك في المعرفة الخارجية، إلا أنك كنت تعرف أن إحداث مشكلة / القيام
بالاستدلالات سيكون له تأثير سلبي عليك.”
“لماذا كان من الأهمية أن تصرح بهذه المعلومة؟ هل تساعدنا على الوصول إلى استنتاج ما
حول شيء حقيقي ومهم؟”
حتى أن بعضا من معجبيه شعروا بالاشمئزاز، كما قام توم تشيفرز بنشر مقال على مدونة
ثي تيليغراف بعنوان: “أرجوك أن تبقى صامتا يا ريتشارد دوكينز، أنا أتوسل إليك بصفتي أحد
معجبيك”. ويوضح في المدونة أن دوكينز انحرف عن انتقاد المعتقدات والممارسات الدينية بناءا على المنطق،
وبدا بالتهجم الأعمى على المعتقدات الدينية من خلال انتقاد المجموعات، والتلاعب بالحقائق لتعزيز آرائه.
قامت “ثي أتلانتيك” بنشر مقال بعنوان “تاريخ بسيط عن صراع ريتشارد دوكينز مع الإنترنت” والذي
يوثق بدقة تاريخ دوكينز الطويل في خطاباته وكتاباته المعادية للإسلام، بالإضافة إلى إعجابه ب”جيرت ويلدرز”،
وهو سياسي هولندي يميني متطرف ومعادي للإسلام.
كما أن دوكينز قام ذات مرة بمقارنة الإسلام بالنازية، كما كتب في تغريدته:
“بالطبع يمكن أن يكون لك رأي عن الإسلام من دون أن تقرا القرآن. ليس عليك
أن تقرا “كفاحي” حتى يكون لك رأي عن النازية.”
قام دوكينز بنشر مقال على موقعه بعد يوم من الحادثة بعنوان “تأملات هادئة حول زوبعة
في فنجان.” ذكر فيها أن هناك 1.6 بليون مسلم على الكوكب وأن الكثيرين منهم يعتبرون
أن العلوم الإسلامية جدرية بالاحترام، استنادا إلى إنجازاته التاريخية وبالأخص تلك التي حصلت في العصور
المظلمة. في النهاية، أعرب عن فكرته النهائية والتي اقتضت بها تغريدته ضمنيا، بالقول وبكل صراحة:
“بعد وضع هاذين الإدعائين جنبا إلى جنب، فلا يمكنك سوى أن تتسائل عن شيء من
هذا القبيل: “إذا كنتم بهذه الأعداد الهائلة، وإذا كان علمكم عظيما إلى هذا الحد، ألا
يقتضى هذا أن تكونوا قادرين على ذكر بعض من الإنجازات المذهلة التي قامت بها هذه
الأعداد الهائلة من الناس؟ إذا لم تكونوا قادرين على فعل هذا اليوم، ولكن ذات مرة
في الماضي، ما الذي كنتم تفعلونه بطريقة خاطئة في الخمس مئة سنة الماضية؟ أيا كان
هذا الخطأ، فهل يمكن فعل أي شيء حياله؟”
ثم اعترف أنه كان يفكر في نشر تغريدة مثيرة للغضب أكثر من سابقاتها:
“كنت أفكر في مقارنة أعداد جوائز النوبل التي رنالها يهود (وهي أكثر من 120) باللتي
نالها مسلمون (وهي عشرة إذا لم نستثني جوائز النوبل للسلام – ونصف هذا العدد إذا
قررت استثناء الأخيرة). هذا التعارض المدهش يبدو دراماتيكيا أكثر عندما تأخذ بعين الاعتبار كم أن
أعداد اليهود في العالم ضئيلة.”